| 0 التعليقات ]

خبراء: "خدمة العلم" سبيل لحل مشاكل الشباب واستئصال العنف المجتمعي


خبراء: \"خدمة العلم\" سبيل لحل مشاكل الشباب واستئصال العنف المجتمعي


مدونه شعاع المستقبل - يؤيد كثير من الخبراء والمراقبين عودة "خدمة العلم"، التي من شأنها "تهذيب سلوكيات الشباب، وجعلهم أكثر انضباطا ومسؤولية". وينظر محمد عياش جمعة (37 عاما) بأهمية كبيرة إلى التجنيد الإلزامي للشباب، باعتبار أن المؤسسة العسكرية تعلم الشاب مهارات لا تستطيع المدرسة أو الأسرة تعليمها له، كالانضباط، إضافة إلى أنها تزرع سلوكيات حافلة بمعاني الرجولة، وتجنب الطيش والانزلاق إلى كثير من المهاوي التي قد تدمر الشباب. ويضيف جمعة أن خدمة العلم تعود الشاب على مواجهة الشدائد والصعاب، وتمنحه المقدرة على مواجهة الحياة.
إعادة خدمة العلم، بحسب عاصم عبدالكريم (28 عاما)، يمكن لها أن "تعيد بلورة القيم الحسنة، من حسن التصرف، واحترام الذات والآخرين"، فضلا عن أنها تؤكد وترسخ مبادئ الانتماء للوطن. عميد كلية الآداب وأستاذ علم الاجتماع في الجامعة الأردنية مجد الدين خمش، يرى في خدمة العلم "برنامجا وطنيا مهما ومفيدا"، وأن في إعادته حلا لمشاكل عديدة يعاني منها الشباب، كالفراغ، خصوصا في مناطق خارج عمان. ويبين خمش أن معسكرات الخدمة، سواء بشكلها القديم أو مع بعض التعديل، ستعمل على إكساب الشباب مهارات مهنية مختلفة، وتعلمهم قيم الانضباط والالتزام بالقوانين، وتدعم الاندماج الاجتماعي بين الشباب ضمن فئاتهم المختلفة، كاشفا عن أن خبراء اجتماع يقترحون إعادة خدمة العلم كحل لمشاكل العنف المجتمعي، على أن يعطى الشاب الخيار في اختيار الوقت الملائم لأداء خدمة العلم، سواء بعد التوجيهي مباشرة أو تأجيلها لما بعد الجامعة. ويضيف خمش أن الصعوبات أو التكلفة المالية التي سوف تتحملها الدولة جراء إعادة خدمة العلم، لا تذكر أمام الإيجابيات المتحققة، لملء وإصلاح أوقات الشباب.
"إعادة التجنيد الإجباري للشباب والشابات، هو أمر مهم، وسيخضع الجميع للتدريب، بمختلف فئاتهم، الغني والفقير منهم، ومن كل المناطق والتخصصات"، وفق موظفة القطاع الحكومي سوسن عبدالهادي (32 عاما)، التي تؤكد أنها مرحلة تساعد الشباب على النضوج، وتنهي مصطلح الشاب "المدلل"، ليخرج من هذه المرحلة أكثر صلابة ومكتسبا لفضيلة الانتماء.
مستشار الطب النفسي محمد حباشنة يؤيد بشدة عودة التجنيد الإلزامي للشباب، على اعتبار أن المؤسسة العسكرية تعلم الشاب مهارات عديدة بطريقة مرنة ومختلفة، وتعالج سلوكياته، فتزرع فيه معاني الرجولة والبعد عن الطيش. ويضيف الحباشنة أن خدمة العلم تعود الشاب على مواجهة الشدائد والصعاب ومواجهة الحياة في هذه المرحلة المهمة من حياته، مشيرا إلى أن مرحلة بداية الشباب تتسم بكونها غير إنتاجية عند كثير من الناس، ما يؤدي إلى وجود فراغ ينتهى باضطرابات اجتماعية ونفسية.
ويرى مخلد سالم أنه يجب على الحكومة الإسراع في إعادة خدمة العلم، خصوصا بعد استشراء الهويات الفرعية والعصبية بين الشباب، والتي أصبحت تعبر عن نفسها بالشجارات وأعمال العنف التي تقض مضاجع المجتمع منذ أكثر من ثلاث سنوات، وهو ما يعزى إلى وقت الفراغ الكبير في حياة الشاب، وعدم تحمل المسؤولية.
يذكر أن هناك لجنة حكومية تعكف على وضع عدة سيناريوهات مبدئية لإعادة خدمة العلم، ومن المقترحات المدروسة أن تكون مدة "الخدمة" ما بين 6 و12 شهرا، وأن تشمل الفئات العمرية التي تتراوح ما بين 18 و26 عاما ذكورا وإناثا، في حين تشير لجنة "إعادة إحياء خدمة العلم" إلى عدة احتمالات لعودة خدمة العلم بشكلها الجديد، والتي سيطلق عليها اسم "خدمة الوطن".


0 التعليقات